____________________
تمحلاتهم التي هي أوهن من بيت العنكبوت، وأنه أوهن البيوت.
فاضرب بتلك الدعوى وتأويلاتها الباردة على وجه مدعيها «وقل له: كفاك» فضيحة وشناعة لمذهبك «عذر البلكفة» ودعوى إمكان رؤية الشيء من غير كيف ولا صفة، فإن ذلك أبين «في الافتضاح» من أصل الدعوى «عند أهل المعرفة».
ولفظ " البلكفة " إشارة إلى ما ذكر من رؤية الشيء بلا كيف، كما أن الحوقلة إشارة إلى قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
هذا كله، مع أن الرجل وأذنابه لم يستندوا في تلك الدعوى وتأويلاتها الفاسدة إلى ركن وثيق، ولا مدرك صحيح، سوى ما سمعته من رواية قيس بن حازم، وهو رجل لم يثبت في كتب الرجال ثبته ووثاقته، بل الثابت فيها أنه كان مختل الشعور، واشتد عليه الجنون في أواخر أيامه (1). فكيف يعول على كلام مثله؟! أم كيف يجوز الاستناد إلى حديث انفرد به، ولو مع الغض عن حكم العقل القطعي استقلالا بخلافه، وتواتر ما في الكتاب والسنة على تكذيبه، وقيام إجماع العقلاء على فساده.
ولقد أنصف إمامهم الرازي بالرغم عنه في كتاب أربعينه، حيث اعترف بالعجز عن نقض الاعتراضات الواردة على تلك الدعوى، وعن إصلاح ما يترتب عليها من اللوازم الفاسدة.
ثم اعترف أيضا بعدم إمكان إقامة البرهان العقلي على جواز الرؤية.
ثم قال: ومذهبنا في هذه المسألة هو ما اختاره الشيخ أبو منصور الماتريدي، وهو إنا لا نثبت صحة رؤية الله بالدلائل العقلية، بل نتمسك في المسألة بظواهر
فاضرب بتلك الدعوى وتأويلاتها الباردة على وجه مدعيها «وقل له: كفاك» فضيحة وشناعة لمذهبك «عذر البلكفة» ودعوى إمكان رؤية الشيء من غير كيف ولا صفة، فإن ذلك أبين «في الافتضاح» من أصل الدعوى «عند أهل المعرفة».
ولفظ " البلكفة " إشارة إلى ما ذكر من رؤية الشيء بلا كيف، كما أن الحوقلة إشارة إلى قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
هذا كله، مع أن الرجل وأذنابه لم يستندوا في تلك الدعوى وتأويلاتها الفاسدة إلى ركن وثيق، ولا مدرك صحيح، سوى ما سمعته من رواية قيس بن حازم، وهو رجل لم يثبت في كتب الرجال ثبته ووثاقته، بل الثابت فيها أنه كان مختل الشعور، واشتد عليه الجنون في أواخر أيامه (1). فكيف يعول على كلام مثله؟! أم كيف يجوز الاستناد إلى حديث انفرد به، ولو مع الغض عن حكم العقل القطعي استقلالا بخلافه، وتواتر ما في الكتاب والسنة على تكذيبه، وقيام إجماع العقلاء على فساده.
ولقد أنصف إمامهم الرازي بالرغم عنه في كتاب أربعينه، حيث اعترف بالعجز عن نقض الاعتراضات الواردة على تلك الدعوى، وعن إصلاح ما يترتب عليها من اللوازم الفاسدة.
ثم اعترف أيضا بعدم إمكان إقامة البرهان العقلي على جواز الرؤية.
ثم قال: ومذهبنا في هذه المسألة هو ما اختاره الشيخ أبو منصور الماتريدي، وهو إنا لا نثبت صحة رؤية الله بالدلائل العقلية، بل نتمسك في المسألة بظواهر