____________________
وتعليمهم المعارف الدينية، والعلوم الحقة الإلهية. وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) أمي لم يقرأ ولم يكتب، ولم يتعلم لدى معلم غير ربه الأعلى تبارك وتعالى.
وقد علمت الأمم كلهم ذلك لم ينكره أحد منهم، وعلموا أيضا أن قومه لم يألوا جهدا في تكذيبه وسبه وضربه وطرده، والسعي في قتله وهلاكه، وهم فراعنة العرب وأصحاب العدة والعدد. فلم يثنه عن عزمه شيء من ذلك، ولم يثبطه عن دعوته لهم أذاياهم وقبائح أفعالهم، ولم يزل مجدا في عمله غير خائف من سطواتهم، ولا هاربا ولا جزعا عند مهاجماتهم عليه. ثم أتى على طبق دعواه بمعاجز شتى كثيرة، كانشقاق القمر بإشارته، وسيره في ليلة واحدة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وغير ذلك مما هو مذكور في كتب الأحاديث الصحيحة، وثبت بالتواتر التفصيلي أو الإجمالي بحيث لم يبق مجال للشك فيها، فضلا عن إنكارها.
ثم امتاز (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سائر الأنبياء (عليهم السلام) بأعظم المعاجز، وهو «برهانه» الواضح، و «قرآنه» الكريم الذي لا يبلى على مرور الدهور، وتبدل العصور، ولا يزداد على كرور الأزمنة إلى يوم النشور إلا ضياء وصفاء.
«وهل ترك» ذاك المعجز الخالد «للمبتغي» أي الطالب برهانه «مثار شك» أو مظنة شبهة.
والمثار اسم مكان من الثوران، بمعنى الهيجان. وذلك لأن العاقل البصير كلما غار متأملا في بحار هذا القرآن العظيم لم يزدد إلا بهتا فيه وإعجابا به. ولا غرو فإنه الترياق الأكبر، والكبريت الأحمر، وفيه المعاجز العجيبة والخواص الغريبة، وهو يجل عن التشبيه بالطود الأشم، أو بالبحر الخضم (1) علوا ورفعة، أو سعة
وقد علمت الأمم كلهم ذلك لم ينكره أحد منهم، وعلموا أيضا أن قومه لم يألوا جهدا في تكذيبه وسبه وضربه وطرده، والسعي في قتله وهلاكه، وهم فراعنة العرب وأصحاب العدة والعدد. فلم يثنه عن عزمه شيء من ذلك، ولم يثبطه عن دعوته لهم أذاياهم وقبائح أفعالهم، ولم يزل مجدا في عمله غير خائف من سطواتهم، ولا هاربا ولا جزعا عند مهاجماتهم عليه. ثم أتى على طبق دعواه بمعاجز شتى كثيرة، كانشقاق القمر بإشارته، وسيره في ليلة واحدة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وغير ذلك مما هو مذكور في كتب الأحاديث الصحيحة، وثبت بالتواتر التفصيلي أو الإجمالي بحيث لم يبق مجال للشك فيها، فضلا عن إنكارها.
ثم امتاز (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سائر الأنبياء (عليهم السلام) بأعظم المعاجز، وهو «برهانه» الواضح، و «قرآنه» الكريم الذي لا يبلى على مرور الدهور، وتبدل العصور، ولا يزداد على كرور الأزمنة إلى يوم النشور إلا ضياء وصفاء.
«وهل ترك» ذاك المعجز الخالد «للمبتغي» أي الطالب برهانه «مثار شك» أو مظنة شبهة.
والمثار اسم مكان من الثوران، بمعنى الهيجان. وذلك لأن العاقل البصير كلما غار متأملا في بحار هذا القرآن العظيم لم يزدد إلا بهتا فيه وإعجابا به. ولا غرو فإنه الترياق الأكبر، والكبريت الأحمر، وفيه المعاجز العجيبة والخواص الغريبة، وهو يجل عن التشبيه بالطود الأشم، أو بالبحر الخضم (1) علوا ورفعة، أو سعة