نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ٥٨٢

____________________
نحلته، ويكذب مشايخ أهل طريقته، ويعرض باتا عن كتب أصحابه، ويتبرأ من رواة أحاديثهم الذين قد اتفقوا على ذلك على ما ذكره الغزالي، وهو عالمهم الشهير في كتابه سر العالمين في المقالة الرابعة منه، حيث قال بعد ذكر الاختلاف في أمر الخلافة ما نصه: لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته صلوات الله عليه في يوم الغدير باتفاق الجميع، وهو يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم ورضاء وتحكيم.
ثم بعد هذا غلب الهواء لحب الرئاسة، وحمل عمود الخلافة وعقود البنود، أي: الأعلام الكبيرة، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار، وسقاهم كأس الهواء، وعادوا إلى الخلاف الأول، فنبذوا الحق وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا، فبئس ما يشترون (1) انتهى.
وقد روى حديث التهنئة يوم الغدير جم غفير من علمائهم وأكابرهم ومحدثيهم في صحاحهم ومؤلفاتهم، ينوف على ستين على ما أحصاه شيخنا الحجة الثقة الثبت المولى المعاصر الأميني - أدام الله تعالى تأييداته - في الجزء الأول من غديره، فقد ذكر نص كل منهم بعين عبارته عن كتابه المعلوم المسمى، مع ذكر سند ما رواه بطريق واحد أو أكثر (2) وفيهم: أحمد بن جرير الطبري في كتاب الولاية (3). الثاني: أحمد بن محمد الطبري الخليلي في كتاب مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (4). الثالث: في كتاب النشر والطي (5). الرابع: المولوي اللكهنوي في مرآة المؤمنين (6). الخامس: المؤرخ ابن خاوندشاه في روضة الصفا (7). السادس:
المؤرخ غياث الدين في حبيب السير (8). السابع: الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في

(١) سر العالمين (تحقيق الشيخ محمد مصطفى) ١: ٣١.
(٢) الغدير ١: ١٤ - ٧٢.
(٣) الولاية: ٩٤ (شذرات من كتاب فضائل علي (عليه السلام) وكتاب الولاية) تجميع رسول جعفريان.
(٤ و ٥) حكاه عنهما في الغدير ١: ٢٧٠ و 271.
(6) مرآة المؤمنين: 41.
(7) تاريخ روضة الصفا 2: 541.
(8) حبيب السير 1: 411.
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 588 ... » »»
الفهرست