____________________
فنهض الشيخ مسرورا، وأنشأ يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من الرحمن رضوانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا منه إحسانا (1) وإذ قد عرفت ذلك، وعرفت أيضا آنفا أنه لا يجوز حمل اللفظ المشترك على بعض معانيه خاصة من غير قرينة عليه، مع تساوي الكل بالنسبة إليه، فضلا عن المعنى المستحيل إرادته بمقتضى الأدلة الأربعة.
فاعلم أن الأشعري تثبيتا لجبره، حمل لفظ القضاء في آياته تعالى على خصوص معنى الإيجاد.
واستدل بذلك على أن أفعال العباد لم تقع إلا بإيجاد منه تعالى؛ لظاهر ما ذكر من قوله سبحانه: (وقضى ربك) إلى آخره وزعم دلالته على صدور العبادة من العبد بإيجاد من ربه قهرا عليه، وإذا ثبت ذلك، ثبت أيضا غيره بعدم القول بالفصل.
ثم شد أزره بما رواه عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) " كل شيء بقضاء الله وقدره " (2).
وقد اتضح لك بما ذكرنا فساد ذلك أصلا وفرعا.
ونقول في المقام: «من قال» إن جميع «ما في الكون من خير وشر» وغيرهما من أفعال العباد «لم يك إلا بقضاء وقدر» حتمي من الله تعالى «إن حاول» أي قصد بالقضاء معنى «الخلق» والإيجاد، وزعم أنه لا اختيار لأحد من المخلوقين في إيجاد شيء أصلا «ففي البعض» من قوله بذلك «زهق» أي هلك؛
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من الرحمن رضوانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا منه إحسانا (1) وإذ قد عرفت ذلك، وعرفت أيضا آنفا أنه لا يجوز حمل اللفظ المشترك على بعض معانيه خاصة من غير قرينة عليه، مع تساوي الكل بالنسبة إليه، فضلا عن المعنى المستحيل إرادته بمقتضى الأدلة الأربعة.
فاعلم أن الأشعري تثبيتا لجبره، حمل لفظ القضاء في آياته تعالى على خصوص معنى الإيجاد.
واستدل بذلك على أن أفعال العباد لم تقع إلا بإيجاد منه تعالى؛ لظاهر ما ذكر من قوله سبحانه: (وقضى ربك) إلى آخره وزعم دلالته على صدور العبادة من العبد بإيجاد من ربه قهرا عليه، وإذا ثبت ذلك، ثبت أيضا غيره بعدم القول بالفصل.
ثم شد أزره بما رواه عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) " كل شيء بقضاء الله وقدره " (2).
وقد اتضح لك بما ذكرنا فساد ذلك أصلا وفرعا.
ونقول في المقام: «من قال» إن جميع «ما في الكون من خير وشر» وغيرهما من أفعال العباد «لم يك إلا بقضاء وقدر» حتمي من الله تعالى «إن حاول» أي قصد بالقضاء معنى «الخلق» والإيجاد، وزعم أنه لا اختيار لأحد من المخلوقين في إيجاد شيء أصلا «ففي البعض» من قوله بذلك «زهق» أي هلك؛