نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ٤٩٠
أول من وحد ربه الأحد * وفي السباق لا يجاريه أحد قد عبد الله ولم يشرك به * طرفة عين دون باقي صحبه وأشجع الورى وعنه اختبر * من أحد بدر حنين خيبر
____________________
و «القدر» والمنزلة. وقد قال فيه الشافعي: ما أقول في رجل قد كتم أولياؤه فضائله خوفا ووجلا، وكتم أعداؤه مناقبه حقدا وحسدا، ثم ظهر ما بين الكتمانين من فضائله ما ملأ الخافقين (1).
ثم لا شبهة في أنه (عليه السلام) «أول من وحد ربه الأحد» مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في العالم العلوي، قبل خلق الأفلاك والأملاك، ثم في العالم السفلي البشري في مبدأ البعثة، بل وقبلها أيضا. «و» أنه (عليه السلام) «في» عرصة «السباق» إلى كل خير محبوب «لا يجاريه» ولا يضاهيه «أحد» ولا يلحقه في المسارعة إلى مرضاة ربه تعالى بعد النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد من الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) والملائكة المقربين، وسائر عباد الله الصالحين.
«قد عبد الله» تعالى وحده «ولم يشرك به» من بدء وجوده وخلقته إلى آخر حياته «طرفة عين» اتفاقا من الفريقين، ولذلك خص (عليه السلام) لدى الجمهور بقولهم فيه: " كرم الله وجهه " «دون باقي صحبه» فإن القوم يتبعون ذكر كل منهم بقوله:
" (رضي الله عنه) " لعلمهم بأن المؤمنين من أولئك الصحب - فضلا عن منافقيهم - قد قضوا أكثر أعمارهم في عبادة الأصنام وأكل الخبائث وارتكاب الفواحش واكتساب المآثم، دون ذلك الولي المطلق (عليه السلام).
«و» كذا لا شبهة في أنه (عليه السلام) كان «أشجع الورى» إجماعا من الفريقين «وعنه اختبر» - أي: استخبر - مواقفه في الغزوات التي قام فيها بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لنصرة الإسلام والمسلمين بأمر من الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «من

(١) حكاه عنه كاشف الغطاء في كشف الغطاء ١: ١٣، ونسب المصنف هذه العبارة إلى ابن أبي الحديد الشافعي في ص 223.
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 494 ... » »»
الفهرست