____________________
يشهد بوقوع السؤال لنفسه عن جد وحقيقة.
فإنه يقال: إن ذلك منه (عليه السلام) لم يكن إلا «لكشف الأمر» وتثبيتا «لقوله» ودعواه استحالة الرؤية حتى لمثله (عليه السلام) على ما هو عليه من رفعة الشأن وعظيم الزلفة عند ربه تعالى، وقرب مقامه منه، فضلا عن غيره.
«و» بذلك «سد باب العذر» عليهم وأبعدهم عن اللجاج والإلحاح المقتضي لإعادة السؤال ولو لنفسه خاصة.
وعليه فلا دلالة في سؤاله كذلك على جواز الرؤية أو على جهله (عليه السلام) بالاستحالة.
ثم بعد الغض عن كل ذلك «و» التنازل مع الخصم نقول: إن كلمة " لن " المفيدة لنفي الأبد في قوله سبحانه «لن تراني في الجواب» عن سؤال الكليم (عليه السلام) «كاف» لنقض دعوى الإمكان؛ فإنه لو كانت الرؤية ممكنة، لكان الأليق منه تعالى إجابة نبيه المرسل (عليه السلام) إلى ذلك.
ولا أقل من الرد عليه بكلام لين، دون كلمة " لن " المستشم منها رائحة التهديد والمفيدة للاستحالة، فهي بنفسها تدل على المطلوب.
وأما ما نهق به بعض أذناب القوم: من أن كلمة " لن " لا تدل على الاستحالة، بشهادة ذكرها في قصة اليهود وعدم تمنيهم للموت بقوله تعالى: ﴿ولن يتمنوه أبدا﴾ (١) مع ما علم قطعيا من اختصاص ذلك بأيام حياتهم الدنيوية، حيث إنه لا شبهة في تمنيهم ذلك بعد دخولهم جهنم كما حكى الله تعالى قولهم يومئذ: ﴿ياليتها كانت القاضية﴾ (٢) ﴿وقالوا يا مالك ليقض علينا ربك﴾ (3). وعليه فيمكن كون المراد منها في المقام أيضا النفي الموقت لا المؤبد. وبذلك يندفع ظهورها في الاستحالة، أو في نفي الأبد في الدنيا والآخرة، فواضح الفساد؛ حيث إن استعمالها
فإنه يقال: إن ذلك منه (عليه السلام) لم يكن إلا «لكشف الأمر» وتثبيتا «لقوله» ودعواه استحالة الرؤية حتى لمثله (عليه السلام) على ما هو عليه من رفعة الشأن وعظيم الزلفة عند ربه تعالى، وقرب مقامه منه، فضلا عن غيره.
«و» بذلك «سد باب العذر» عليهم وأبعدهم عن اللجاج والإلحاح المقتضي لإعادة السؤال ولو لنفسه خاصة.
وعليه فلا دلالة في سؤاله كذلك على جواز الرؤية أو على جهله (عليه السلام) بالاستحالة.
ثم بعد الغض عن كل ذلك «و» التنازل مع الخصم نقول: إن كلمة " لن " المفيدة لنفي الأبد في قوله سبحانه «لن تراني في الجواب» عن سؤال الكليم (عليه السلام) «كاف» لنقض دعوى الإمكان؛ فإنه لو كانت الرؤية ممكنة، لكان الأليق منه تعالى إجابة نبيه المرسل (عليه السلام) إلى ذلك.
ولا أقل من الرد عليه بكلام لين، دون كلمة " لن " المستشم منها رائحة التهديد والمفيدة للاستحالة، فهي بنفسها تدل على المطلوب.
وأما ما نهق به بعض أذناب القوم: من أن كلمة " لن " لا تدل على الاستحالة، بشهادة ذكرها في قصة اليهود وعدم تمنيهم للموت بقوله تعالى: ﴿ولن يتمنوه أبدا﴾ (١) مع ما علم قطعيا من اختصاص ذلك بأيام حياتهم الدنيوية، حيث إنه لا شبهة في تمنيهم ذلك بعد دخولهم جهنم كما حكى الله تعالى قولهم يومئذ: ﴿ياليتها كانت القاضية﴾ (٢) ﴿وقالوا يا مالك ليقض علينا ربك﴾ (3). وعليه فيمكن كون المراد منها في المقام أيضا النفي الموقت لا المؤبد. وبذلك يندفع ظهورها في الاستحالة، أو في نفي الأبد في الدنيا والآخرة، فواضح الفساد؛ حيث إن استعمالها