نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ٥٨٨
____________________
لذلك، وما نظموه في ذلك بيومه، أو بعده نظير حسان بن ثابت (*) وقيس بن سعد بن عبادة (* *) وغيرهما بعدما اتضح لديهم إرادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إثبات الزعامة
(*) أما حسان، فبعد إذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له في النظم في ذلك، أنشأ مرتجلا قوله:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالنبي مناديا وقد جاءه جبريل عن أمر ربه * بأنك معصوم فلا تك وانيا وبلغهم ما أنزل الله ربهم * إليك فلا تخش هناك الأعاديا فقام به إذ ذاك رافع كفه * بكف علي معلن الصوت عاليا وقال: فمن مولاكم ووليكم * فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاديا إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المؤاخيا هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا ويا رب أنصر ناصريه لنصرهم * إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا (١) (٢) (* *) وأما قيس بن سعد، رئيس الخزرج، وسيد الأنصار، وهو الشجاع الجواد، ذو الشرف والمجد في الجاهلية والإسلام، فأنشأ مرتجلا قوله:
قلت لما بغا العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل حسبنا ربنا الذي فتح البصرة * بالأمس والحديث طويل وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل يوم قال النبي من كنت مولاه * فعلي مولاه خطب جليل إنما قاله النبي على الأمة * حتما ما فيه قال وقيل (١] وأما سائر ما أنشده نظما بلغاء الفريقين في ذلك، وهم العرب العرباء الأزكياء المدركون لمغازي الألفاظ، والعارفون بمداليل الكلام وإشاراته، فخارج عن حد الإحصاء في هذا المختصر.
وقد أحصى المولى العلامة المعاصر الأميني أيده الله تعالى حسب وسعه جما غفيرا، وعددا كثيرا منهم في كل قرن، في مجلدات غديره الضخمة القيمة، فراجعها فضلا عن متواترات المروي من تلك القصة نثرا في كتب الفريقين.
(١) ليلة ديجوج: مظلمة، وجمع الديجوج: دياجيج ودياج، وأصله: دياجيج فخففوه بحذف الجيم الأخيرة، لسان العرب ٢: ٢٦٥.
(٢) من الطبيعي أن لا تذكر هذه الأبيات في ديوان حسان بن ثابت؛ لأ نها تتصدى لفضيلة من فضائل علي (عليه السلام) وتثبيت إمامته، حكى هذه الأبيات عن حسان بن ثابت مع شرح الواقعة جماعة من قدماء أهل السنة، منهم ابن مردويه في مناقبه: ٢٣٣ / ٣٣٤، والخوارزمي أيضا في مناقبه: ١٣٥ / ١٥٢، والحمويني في فرائد السمطين ١: ٧٢ والحسكاني في شواهد التنزيل ١: ١٨٢ / ٢٣٧، لتسهيل الخطب انظر الغدير ٢: ٣٩ فما بعد وشعراء الغدير ١: ٤٨.
[١] ديوان قيس بن سعد الأنصاري: ٩٣ (سلسلة دواوين الشعراء من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، والفصول المختارة (مصنفات الشيخ المفيد) 2: 291.