الوجود، فيكون تجرد واجب الوجود محتاجا إلى المؤثر هذا خلف.
وتقرير الجواب أن الوجود ليس طبيعة نوعية على ما حققناه، بل هو مقول بالتشكيك (1) على ما تقدم، والمقول على أشياء بالتشكيك لا يتساوى اقتضاؤه، فإن النور يقتضي بعض جزئياته أبصار الأعشى بخلاف سائر الأنوار والحرارة، كذلك فإن الحرارة الغريزية تقتضي استعداد الحياة بخلاف سائر الحرارات، فكذلك الوجود.
قال: وتأثير الماهية من حيث هي في الوجود غير معقول.
أقول: لما أبطل استدلالاتهم شرع في إبطال الاعتراض الوارد على دليله، وقد ذكر هاهنا أمرين: أحدهما: أنهم قالوا: لا نسلم انحصار أحوال الماهية حالة التأثير في الوجود والعدم (2)، بل جاز أن تكون الماهية من حيث هي هي مؤثرة في الوجود، فلا يلزم التسلسل ولا تأثير المعدوم في الموجود. والجواب أن الماهية من حيث هي هي (3) يجوز أن تقتضي صفات لها على سبيل العلية