بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٧٣
خمر، قال بعض الثقات: إنها مروية من طريق الخاصة والعامة، وإن أبا بكر رجع إليه، وكذا فهمه (1) ما الكلاء (2) جواب اليهودي (3)، وقد عجز عنه أبو بكر
(١) ن بزيادة: الكلالة.
(٢) ذكر القرطبي عن أبي عبيدة عن إبراهيم التيمي، قال:
سئل أبو بكر عن قوله تعالى: * (وفاكهة وإبا) * (*)؟ فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، وأين أذهب؟ وكيف أصنع؟ إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد تبارك وتعالى.
أنظر تفسير القرطبي: ١ / ٢٩ والزمخشري في الكشاف: ٣ / ٢٥٣ وابن كثير في تفسيره: ١ / ٥ والخازن في تفسيره: ٤ / ٣٧٤ وابن حجر في فتح الباري: ١٣ / ٢٣٠.
(*) في قوله تعالى من سورة عبس: * (فأنبتنا فيها حبا. وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا.
وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم) * الآيات ٢٧ و ٢٨ و ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٣٢.
(٣) ذكر ابن دريد في المجتنى: ٣٥ (كما ذكره العلامة الأميني في الغدير: ٧ / ١٧٩) عن أنس بن مالك. قال:
أقبل يهودي بعد وفاةرسول الله - صلى الله عليه وآله - فأشار القوم إلى أبي بكر فوقف عليه، فقال: أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي. قال أبو بكر: سل عما بدا لك. قال اليهودي: أخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله. وعما لا يعلمه الله. فقال أبو بكر: هذه مسائل الزنادقة يا يهودي! وهم أبو بكر والمسلمون - رضي الله عنهم - باليهودي، فقال ابن عباس - رضي الله عنه -: ما أنصفتم الرجل. فقال أبو بكر: أما سمعت ما تكلم به؟ فقال ابن عباس: إن كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا به إلى علي رضي الله عنه يجيبه، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه. قال:
فقام أبو بكر ومن حضره حتى أتوا علي بن أبي طالب، فاستأذنوا عليه فقال أبو بكر: يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني مسائل الزنادقة فقال علي: ما تقول يا يهودي؟ قال: أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي، أو وصي نبي، فقال له: قل. فرد اليهودي المسائل فقال علي - رضي الله عنه - أما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود: إن العزيز ابن الله، والله لا يعلم أن له ولدا.
وأما قولك: أخبرني بما ليس عند الله. فليس عنده ظلم للعباد.
وأما قولك أخبرني بما ليس لله فليس له شريك. فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال أبو بكر والمسلمون لعلي عليه السلام: يا مفرج الكرب.
وذكره أيضا المحدث الحنفي الشهير بابن حسنويه في كتابه در بحر المناقب (على ما جاء في إحقاق الحق: ٨ / 239).