وبلوغ العدو منه ومن أصحابه محبوب الآمال، ولم يكن منصوره في مقام الرئاسة ورسول الله - صلوات الله عليه وآله - في مقام عزته ومنصب رئاسته حتى ينتظم كلامه منوطا بالمعاني الصائبة، والتحريرات الغالبة.
وأراه بهذا الكلام مدعيا أن المنصب كان لمنصوره دون رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو كفر، أو لا يقول بذلك فهو مدلس إن كان يفطن لما قال أو كودن (1) لا يدري معنى ما [به نطق] (2) وكل محذور، بل هو في تصغيره أمر الجهاد مكذب للقرآن المجيد في قوله تعالى: * (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) * (3).
[مع أن الجاحظ محجوج بأن رسول الله - (صلى الله عليه وآله) - قتل قرنا، وبأنه يوم أحد كسرت رباعيته، في غير ذلك من مقامات كان فيها القوي القلب، الرابط الجأش، وعلى خاطري أن عليا كان يقول: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وآله (4)] (5).