بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٧٩
اختاره بالحكم عليه وله (1) وبعث خصمه رسولا قد اختاره بالحكم عليه وله، فكان (2) رسوله المخدوع، ورسول خصمه الخادع (3)، ثم رجعت الأمور إلى خصمه، وانتزعت منه ومن ولده، مرة بالبطش ومرة بالحيلة) (4).
وذكر موافقة أصحاب عدو (5) أمير المؤمنين لأميرهم، ومخالفة أصحاب أمير المؤمنين له، قال وهو يسر حسوا في ارتغاء: (فلم يكن ذلك عارا عندنا ولا عندكم على علي) (6). والذي يقال على هذا: إن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - لم يحكم من أشار إليه، ولقد كذب فيما ادعاه، بل كان رأيه تصويب مرامي الحتف إلى عدوه، وإرهاف شفار الصوارم إلى مخالفه، فشرع أعداؤه في رفع المصاحف عند صدام المزاحف، واعترض الأخطار الخواطف، فأثر ذلك في ضعفة أصحابه فبردوا أوار الحرب بجهالاتهم، وصدوه عن إيثاره بسفاهاتهم.
وقد كاد (7) عبد الله بن بديل (8) يقتنص عدوه فريسة عزمه، وطعمة

(١) لا توجد في: ج.
(٢) ق ون: وكان.
(٣) المصدر: المخادع.
(٤) العثمانية: ١٩٥.
(٥) لا توجد في: ن.
(٦) العثمانية: ١٩٥.
(٧) ن: كان.
(٨) عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من أفاضل أصحاب علي عليه السلام وأعيانهم.
قال عنه ابن الأثير في أسد الغابة: أسلم مع أبيه قبل الفتح وكان سيد خزاعة وشهد الفتح وحنينا والطائف وتبوك وكان له نخل كثير وقتل هو وأخوه عبد الرحمن بصفين مع علي وكان (يعني عبد الله) على الرجالة وهو الذي صالح أهل إصبهان مع عبد الله بن عامر في خلافة عثمان سنة تسع وعشرين قال الشعبي كان على عباد الله بن بديل درعان وسيفان وهو يضرب أهل الشام ويقول:
لم يبق إلا الصبر والتوكل * ثم التمشي في الرعيل الأول مشي الجمال في حياض المنهل * والله يقضي ما يشاء ويفعل فلم يزل يقاتل حتى انتهى إلى معاوية فأحاط به أهل الشام فقتلوه فلما رآه معاوية قال: والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها وتمثل بقول همام:
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها.................... وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. انظر: أسد الغابة: ٣ / ١٢٤ والإصابة: ٢ / ٢٨٠ الجرح والتعديل: ٥ / 14 شرح ابن أبي الحديد: 5 / 196.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست