اختاره بالحكم عليه وله (1) وبعث خصمه رسولا قد اختاره بالحكم عليه وله، فكان (2) رسوله المخدوع، ورسول خصمه الخادع (3)، ثم رجعت الأمور إلى خصمه، وانتزعت منه ومن ولده، مرة بالبطش ومرة بالحيلة) (4).
وذكر موافقة أصحاب عدو (5) أمير المؤمنين لأميرهم، ومخالفة أصحاب أمير المؤمنين له، قال وهو يسر حسوا في ارتغاء: (فلم يكن ذلك عارا عندنا ولا عندكم على علي) (6). والذي يقال على هذا: إن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - لم يحكم من أشار إليه، ولقد كذب فيما ادعاه، بل كان رأيه تصويب مرامي الحتف إلى عدوه، وإرهاف شفار الصوارم إلى مخالفه، فشرع أعداؤه في رفع المصاحف عند صدام المزاحف، واعترض الأخطار الخواطف، فأثر ذلك في ضعفة أصحابه فبردوا أوار الحرب بجهالاتهم، وصدوه عن إيثاره بسفاهاتهم.
وقد كاد (7) عبد الله بن بديل (8) يقتنص عدوه فريسة عزمه، وطعمة