لا يعرف، وقد يتوهم (1) قوم إنه ورد لضرورة فلا ينكرون، أو أن أسامة أنفذه فلا ينكرون، أو أنه ليس بالمهم كونه في الجيش ولا هو المقصود فلا ينكرون، أو أن بعضا عرف الخطأ - وعياذا بالله - وكان له غرض في قدومه فما أنكره.
أضربنا عن هذا، فإن غرض الجارودية يحصل بمجرد كون النبي حث على تبعيده على المدينة عن مرضه المخوف، وهو دون (2) تدبير الرئاسة.
قال: (وما يقرب من قولنا كون النبي عليه السلام قال: " انفذوا " ولا يليق بهذا الخطاب إلا أبو بكر) (3).
وهذه دعوى لا يرضاها أصحاب (4) النظر، يرد عليها موارد كثيرة، يفهمها العيي (5) فضلا عن الناقد والمقصر فضلا عن المبرز.
قال: (ووجه آخر، وهو: أنك لو جهدت أن تجد بحديث (6) من زعم أن أبا بكر كان في جيش أسامة، أصلا لم تجد) (7) والذي يقال على هذا: إن من لا يتهم في شرفه (8) وسداده (9) حكاه عن البلاذري (10). وهو بموضع الضبط