سلف (1)، وكم حدث جذب شيخا إلى طريق الصواب وسدده، وساقه إلى الحق وأرشده إذ يرى الشيخ شابا حدثا أم كعبة الهدى، وتجنب مداحض الضلال، فيرى أنه بالأخلق أن يؤم ما أم ويقصد ما قصد.
أضربنا عن هذا، فمن الذي وافقه على ما قال من إرشاد من أشار إليه؟
سلمنا ذلك، لكن بقدر ما أرشد - رضوان الله عليه - وكان له نصيب في جهاده، كان بإزائه هضم عزمه في العقود على العريش، إذ يرى من اقتدى به غير خائض فيما خاض، ولا ناهض فيما نهض، فبالأخلق أن يقتدي به في الآخر كما اقتدى به في الأول.
وبإزائه ما ذكره المفضل بن سلمة (2) من كونه لما قال: " لن نغلب اليوم من قلة " هزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه (وآله) - بها وانهزم معهم، وكانوا اثني عشر ألفا، أضعاف من كان ببدر، مع أن أمير المؤمنين - عليه السلام - كما سلف قتل شطر المقتولين، وتخلف الباقون، وكان من تخلف من المقتولين قتل بالملائكة، ومجموع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه (وآله) - فكم (3) تكون حصة من أشار إليهم من ذلك؟ وكم يكون قدر نصيبه من انصبائهم إن كانوا قتلوا؟ وبإزاء ذلك الفرار يوم خيبر، نقلته من كتاب فضائل علي عليه السلام، تصنيف أحمد بن حنبل (4).