بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٨٣
الناس عليه طريف (1)، إذ الشعراء يميلون إلى الجانب الذي [تحصل أغراضهم] (2) يذمون الممدوح، ويمدحون المذموم (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون)... إلى آخر السورة (3).
وعارض (4) بالاعتماد على قول رشيد الهجري، (5) والسيد الحميري (6)
(١) ن: ظريف.
(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن، وفيها: يشاءون.
(٣) * (والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * الشعراء ٢٢٤ حتى ٢٢٧.
(٤) العثمانية: ١٢٨.
(٥) من أصحاب أمير المؤمنين الأوفياء وكان يحمل علم البلايا والمنايا.
قال النجاشي وبسنده عن أبي حيان البجلي عن قنواء بنت رشيد الهجري قال: قلت لها:
أخبريني ما سمعت أبيك؟ قالت: سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة؟ فقال: يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.
قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبى أن يبرأ منه، فقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟ فقال له: أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا البراء فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.
فقال: والله لأكذبن قوله فيك.
قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه، فحملت أطراف يديه ورجليه فقلت: يا أبت هل تجد ألما لما أصابك؟ فقال: لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس، فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال: ايتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتى يقطع لسانه، فمات رحمة الله عليه في ليله.
قال: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا، وكان قد ألقى إليه علم المنايا والبلايا وكان حياته إذا لقي الرجل قال له: فلان أنت تموت بميتة كذا وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا فيكون كما يقول رشيد. و (رشيد) بضم الراء مصغرا.
انظر: تنقيح المقال: ١ / ٤٣١ رجال الكشي: ١ / ٢٩٠ رجال ابن داود: ٩٥.
(٦) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد بن وداع الحميري الملقب بالسيد.
ولد من أبوين أباضيين ناصبيين عدوين لأمير المؤمنين عليه السلام.
قال أبو الفرج الأصفهاني: كان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة وكان السيد يقول: طالما سب أمير المؤمنين في هذه الغرفة. فإذا سئل عن التشيع عن أين وقع له؟ قال: غاصت علي الرحمة غوصا.
ولادته في عمان - واد قريب من الشام - ونشأ في البصرة في بيت أبويه وحين أرشد انتقل إلى بيت الأمير عقبة بن سلم، وظل في كنفه إلى أن مات والداه فغادر البصرة إلى الكوفة وأخذ فيها الحديث عن الأعمش وتربى هناك وعاش مدة مديدة وهو يعتنق مذهب الكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية وغيبته وله في ذلك شعر، ثم أدركته السعادة ببركة الإمام الصادقصلوات الله عليه حتى قال قصيدته الشهيرة.
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر توفي السيد بالرميلة ببغداد في خلافة الرشيد ودفن في جنينة ناحية من الكرخ وأرخ سنة وفاته المرزباني بسنة ١٧٣ ونقله القاضي المرعشي في مجالسه عن خط الكفعمي.
وشعره في أهل البيت كثير جدا منه القصيدة العينية الشهيرة.
لأم عمرو باللوى مربع طامسة أعلامها * بلقع انظر: الأغاني: ٧ / ٣٠ لسان الميزان: ١ / 438 العقد الفريد: 2 / 289، تنقيح المقال: 1 / 142.