قامت بالقول اليسير دعائمه، وحامت بالصول الحقير عزائمه، وخامت (1) به من الخصم غلواءه وشكائمه (2)، فلا ضرورة لها - إذن - إلى صفها صف المنازلات، وخطفها عصف المارزات، وقنعت بأنفاس كتائبها عن خوض بحار المآزم، ورفضت مراس مقانبها رفض الوادع الآمن نزال الجانح الخائم (3)، ورأت أن العار قلادة منازلته (4)، والفخار معقود بحبهات متاركته، وكيف لا يكون الأمر كذا، وأمير المؤمنين عليه السلام منصور مباحثنا، وشرفه الفنون منثور منافثنا، ومناقبه ترفرف على أندية محافلنا، وثواقبه تشرف على أفنية لطائفنا، تنطق لسان البليد، وتطلق بنان الوليد، وتخرس بيان الخطيب المجيد العنيد، ولئن تفوه بلفظ فإن لفظه تخالفه سرائره، ولبه يعاصفه ويقاهره، فالحمد لله الذي جعل لنا نصيبا من نزال الكتائب في خدمة مولانا بشفرات اليراع، وقلبا مجيبا إلى الصيال بنيات تنافر مدافعات الخداع، وتحثنا على اللقاء حث الركاب إلى لقاء الأحباب، وتحدنا عن التضجيع (5) حد الوالد الرؤوف عن الولد الموافق فنون الأتعاب.
وها نحن نرجو من دفاع ابن فاطم * معاقل من يحلل بها لم يروع يحث عليها منه عزم وسؤدد * تذري سنام الفخر غير مدفع أغث من رماه الدهر عن قوس فتكه (6) * بسهم متى يقرع (7) صفا القلب يصدع ورو بصوب منك جدبا تباعدت * سحائبه يروي الربا غير مقلع وإلا فمن للحادثات إذا عرت * يحايدها عزم الكمي المقنع