من حياة الخليفة عمر بن الخطاب - عبد الرحمن أحمد البكري - الصفحة ١٢١
معهما (1)، فقلت لأبي بكر:
انطلق بنا إلى إخواننا الأنصار، فانطلقنا حتى أتيناهم (2). وكان الأنصار قد اجتمعوا " في سقيفة بني ساعدة، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله، فقالوا: نولي هذا الأمر بعد محمد، سعد بن عبادة. وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الإسلام، وإعزازهم للنبي وأصحابه وجهادهم لأعدائه، حتى استقامت العرب، وتوفي الرسول وهو عنهم راض، وقال:
استبدوا بهذا الأمر [الحكم] دون الناس. فأجابوه بأجمعهم أن قد وفقت في الرأي، وأصبت في القول، ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر.
ثم أنهم ترادوا الكلام بينهم، فقالوا: فإن أبت مهاجرة قريش، فقالوا:
نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون، ونحن عشيرته وأولياؤه، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده؟ فقالت طائفة منهم [الأنصار]:

(١) الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر في سقيفة بني ساعدة: علي بن أبي طالب، العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، عتبة بن أبي لهب، سلمان الفارسي، أبو ذر الغفاري، عمار بن ياسر، المقداد، البراء بن عازب، أبي بن كعب، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، خزيمة بن ثابت، فروة بن محمد الأنصاري، خالد بن سعيد ابن العاص، سعد بن عبادة، وجماعة من نبي هاشم. (انظر: تاريخ الطبري: ٣ / ٢٠٨، الكامل في التاريخ: ٢ / ٣٢٥، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٠٣، السيرة الحلبية، ٣ / ٣٥٦، أسد الغابة: ٣ / 222، مروج الذهب: 2 / 301، شرح النهج للمعتزلي: 1 / 131 - 134، العقد الفريد: 4 / 256).
(2) البخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا: 4 / 120.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست