تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين وصار معاوية خال المؤمنين (1).
قال البيهقي: كذا في رواية الكلبي وذهب علماؤنا إلى أن هذا الحكم لا يتعدى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهن أمهات المؤمنين في التحريم ولا يتعدى هذا التحريم إلى إخوتهن ولا إلى إخوانهن ولا إلى بناتهن ومنع قوم من جواز تسمية معاوية خال المؤمنين بأن هذا أمر مبتدع لم يطلقه عليه إلا الغلاة في موالاته حتى أنهم زعموا أنه دعي بذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبالغوا في الإفك حتى نسبوه إلى أنه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وليس لذلك أصل ولا عرف إطلاق ذلك في عصر الصحابة والتابعين فقد قتل محمد بن أبي بكر ولم يشنع أعداء معاوية إذ ذاك بأنه قتل خال المؤمنين وثار عبد الله بن الزبير بمكة على سويد بن معاوية ولم (يكترث) بأنه ابن خالة المؤمنين ولا دعاه به أحد من الصحابة ولم يدع عبد الله بن عمر بخال المؤمنين ولا قيل قط لعبد الرحمن بن أبي بكر خال المؤمنين ولا يمتري عامه أهل العلم في أن منزلة عائشة وحفصة رضي الله تبارك وتعالى عنهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أعظم من منزلة أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله تبارك وتعالى عنه ومع ذلك فلم يدع أحد من إخوتها بخال المؤمنين فكيف يطلق على معاوية بن أبي سفيان رضي الله تبارك وتعالى عنه خال المؤمنين؟ ومنزلته ومنزلة أبيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون منزلة عبد الله بن عمر ومكانة عبد الله من العلم والورع والسابقة مكانة وهذه عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها تقول وقد قالت لها امرأة يا أمه: لست لك بأم إنما أنا أم رجالكم فعلمتنا بذلك معنى الأمومة تحريم نكاحهن وكذا لم ينقل أن