الثامنة والعشرون: لا يجوز لأحد التقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرفع صوته فوق صوته ولا يجهر له بالقول ولا يناديه من وراء حجراته قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى يخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم).
ومعنى الآية يا أيها الذين آمنوا اجعلوا الرسول يبدأ في الأقوال والأفعال ولا تعجلوا بقول أو فعل قبل أن يفعل عن ابن عباس معناها: لا تقطعوا أمرا إلا بعد أن يحكم به ويأذن فيه.
التاسعة والعشرون: لا يجوز لأحد أن يناديه صلى الله عليه وسلم باسمه فيقول: يا أحمد يا محمد ولكن يقول: يا نبي الله يا رسول الله قال الله تعالى: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا).
الثلاثون: شعره صلى الله عليه وسلم طاهر وهذا إنما يكون من الخصائص إذا حكمنا بنجاسة شعر من سواه المنفصل عنه في حال الحياة وهو أحد الوجهين وكذلك بوله ودمه وسائر فضلاته كلها طاهرة على أحد الوجهين لأصحابنا وينبغي اختياره وقد صحح القاضي حسين وقال في (الروضة): وكان ليستشفى ويتبرك ببوله