الرابعة: أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم مؤيدة وناسخة لسائر الشرائع وقد مضى من ذلك ما فيه كفاية.
الخامسة: أن كتاب محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن معجز بخلاف سائر كتب الله التي أنزلها على رسله وأنه محفوظ عن التحريف والتبديل وأنه حجة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر معجزات الأنبياء انقرضت بانقراضهم وقد مر في المعجزات جميع هذا فتأمله.
السادسة: أنه صلى الله عليه وسلم نصر بالرعب مسيرة شهر وسيأتي بطرق فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هم بغزو قوم أرعبوا منه قبل أن يقدم عليهم بشهر ولم تكن هذه لأحد سواه وما روي في صحيح مسلم في قصة نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض أن لا يدرك نفسه كافرا إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي بصره فإن كان ذلك صفه لم يزل له قبل أن يرفع فليست نظير هذا وإلا فهو بعد نزوله إلى محمد صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه يحكم بشرعه ولا يوحى إليه بخلافها وقد مضى هذا المعنى مجودا.
السابعة: أن رسالته صلى الله عليه وسلم عامة إلى الإنس والجن وكان من عداه من الأنبياء إنما يبعث إلى قومه خاصة وقد ذكر الله تعالى هذا المعنى في كتابه العزيز فقال: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) وقال: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) فكان النبي ومن كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم لا يكلف من أداء الرسالة إلا أن يدعو قومه إلى الله عز وجل.