سعيد الخدري قال: أخرج مروان المنبر في يوم عيد فبدا بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال: يا مروان خالفت السنة أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يخرج فيه وبدأت بالخطبة قبل الصلاة فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا: فلان بن فلان فقال: أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وقد ذكر مسلم نحو هذا من حديث سفيان الثوري وشعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب وذكر عمر بن شبة من حديث داود بن قيس عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح قال: أول من قام بالمصلى على منبر عثمان بن عفان رضي الله تبارك وتعالى عنه على منبر بناه له كثير بن الصلت من طين ثم بناه كثير لمعاوية بن أبي سفيان فتكلم عليه وبدا بالخطبة قبل الصلاة فكلمه في ذلك أبو سعيد الخدري رضي الله تبارك وتعالى عنه فقال: الصلاة قبل (الخطبة) فقال: اترك ما كنت يعهد قلبك ولتسمع أذن فنامت عيني وعقل قلبي وسمعت أذني... وذكر الحديث.
فصل في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قيل: إذا كان نومه صلى الله عليه وسلم يساوي نومنا في انطباق الجفن وعدم السماع حتى أنه نام عن الصلاة فما أيقظه إلا حر الشمس فما الفرق بيننا وبينه في النوم؟ أجيب بأن النوم يتضمن أمرين:
أحدهما: راحة البدن وهو الذي يشاركنا فيه.