التاسعة والخمسون: عصمته صلى الله عليه وسلم من الناس عدها القضاعي من الخصائص وقد تقدم الكلام عليها (1).
(١) قال تعالى: (والله يعصمك من الناس). والعصمة هذا الحفظ والوقاية من كيد أعدائه و الناس في الآية مراد به الكفار من اليهود والمنافقين والمشركين لأن العصمة بمعنى الوقاية تؤذن بخوف عليه وإنما يخاف عليه أعداءه لا أحباءه وليس في المؤمنين عدو لرسوله.
فالمراد العصمة من اغتيال المشركين لأن ذلك هو الذي كان يهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا لو حصل ذلك لتعطل الهدى الذي كان يحبه النبي للناس إذ كان حريصا على هدايتهم ولذلك كان رسول الله لما عرض نفسه على القبائل في أول بعثته يقول لهم أن تمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به أو حتى أبلغ رسالات ربي. فأما ما دون ذلك من أذى وإضرار فذلك مما نال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون ممن أذي في الله: فقد رماه المشركون بالحجارة حتى أدموه وقد شج وجهه وهذه العصمة التي وعد بها رسول الله قد تكرر وعده بها في القرآن كقوله (فسيكفيكهم الله) وفي غير القرآن. فقد جاء في بعض الآثار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر وهو بمكة أن الله عصمه من المشركين.