انصرف علم أن لكل منهما فضائل تخصهم فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام وكانت تسلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبته وتسكنه فأدركت غرة الإسلام واحتملت الأذى في الله ورسوله وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها و عائشة تأثيرها في آخر الإسلام فلها من الفقه في الدين وتبليغه للأمة وانتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها.
فمن خصائص خديجة أن الله تعالى بعث السلام إليها مع جبريل فبلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب وكانت أول من آمن بالله ورسوله من هذه الأمة وأولاده كلهم منها ما عدا إبراهيم وهذه فضائل لم تكن لامرأة سواها.
ومن خصائص عائشة إنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بكرا غيرها وكان ينزل الوحي في بيتها دون غيرها ولما نزلت آية التخيير فخيرها فاختارت الله ورسوله ما سبقت به بقية الأزواج وبرأها الله مما رماها به أهل الإفك بعشر آيات تليت في المحاريب إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر الله تعالى أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن الذي قيل فيها شرا لها ولا عارا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها بذلك فأعلى قدرها وعظم شأنها وأحيا لها ذكرها بالطيب والسراة من أهل الأرض والسماء.