ومنها أحاديث نزول الحجاب وسيأتي إن شاء الله تعالى ولا يثبت حكم الأمومة في جواز الخلوة والمسافرة ولا في النفقة والميراث وهل يقال بناتهن أخوات المؤمنين؟ نص الشافعي رحمه الله في (المختصر) على جوازه وحكى الرافعي وجها أن اسم الأخوة يطلق على بناتهن واسم الخؤولة يطلق على إخوتهن وأخواتهن لثبوت اسم الأمومة لهن وإن لم يوجب ذلك تحريم النكاح كما أن المسلمات كلهن أخوات المسلمين في الإسلام ولا يوجب ذلك تحريم النكاح.
قال: وهذا ظاهر لفظ (المختصر) يشير إلى قوله: زوج بناته " وهن أخوات المؤمنين " لكن أكثر الأصحاب كما قال الماوردي: غلطوه فيه لأنه قال الشافعي في (أحكام القرآن): وما زوج بناته وهن غير أخوات المؤمنين وقيل: إن الكاتب حذف لفظة غير وقيل: ما قاله المازني فيه صحيح وتقديره: قد زوج بناته أي زوجهن وهن أخوات المؤمنين وجزم القاضي يتخطئه المازني ومنع آخرون من ذلك بدليل أنه لا يحرم على المؤمنين التزوج ببناتهن أو أخواتهن وقد زوج صلى الله عليه وسلم بناته من المؤمنين فزوج عثمان وعليا ونكح الزبير أختا لعائشة ونكح عبد الرحمن بن عوف حمنة أخت زينب وكذا لا يقال آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات المؤمنين بل يقتصر على ما ورد من ثبوت حكم الأمومة لهن في بعض الأحكام.
وهل يقال في أخواتهن أخوال المؤمنين؟ فيه نزاع في معاوية انطلق عليه دخال المؤمنين؟ فحكى القاضي حسين الخلاف في جواز تسميته خال المؤمنين وحكى الرافعي وجها أن اسم الخؤولة ينطلق على إخوانهن وأخواتهن.
وذكر البيهقي من طريق شبابة قال حدثني خارجة بن مصعب بن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) قال: كانت المودة التي جعل الله بينهم