الثالثة والستون: كان صلى الله عليه وسلم يرى في الثريا أحد عشر نجما (1) كما ذكره القاضي عياض (2) في كتاب الشفاء وذكر السهيلي لا تزيد على تسعة أنجم فيما يذكرون) (3).
(1) قال القاضي عياض: وقد حكي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يرى في الثريا أحد عشر نجما وهذه كلها محمولة على رؤية العين وهو قول أحمد بن حنبل وغيره وذهب بعضهم إلى ردها إلى العلم والظواهر تخالفه ولا إحالة في ذلك وهي من خواص الأنبياء وخصالهم كما أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد العدال من كتابه حدثنا أبو الحسن المقرئ الفرغاني حدثتنا أم القاسم بنت أبي بكر عن أبيها حدثنا الشريف أبو الحسن علي بن محمد الحسني حدثنا محمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق حدثنا همام حدثنا الحسن عن قتادة عن يحيى عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما تجلى الله عز وجل لموسى عليه السلام كان يبصر النملة على الصفا في الليلة الظلماء مسيرة عشرة فراسخ ولا يبعد على هذا أن يختص نبينا صلى الله عليه وسلم بما ذكرناه من هذا الباب.
(2) هو الإمام العلامة الحافظ الأوحد شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي ولد سنة ست وسبعين وأربع مائة تحول جدهم من الأندلس إلى فاس ثم سكن سبتة رحل إلى الأندلس سنة بضع وخمس مائة وروى عن القاضي أبي علي بن سكرة الصدفي ولازمه وعن أبي بحر بن العاص وعدة. وتفقه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي والقاضي محمد بن عبد الله المسيلي واستبحر من العلوم وجمع وألف وسارت بتصانيفه الركبان واشتهر اسمه في الآفاق. قال خلف بن بشكوال: هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم. قال القاضي شمس الدين في (وفيات الأعيان) هو إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم وكل تواليفه بديعة وله شعر حسن.
قلت: تواليفه لنفيسة وأجلها وأشرفها كتاب (الشفا) لولا ما قد حشاه بالأحاديث المفتعلة عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق والله يثيبه على حسن قصده وينفع ب (شفائه) وقد فعل.
وقد حدث عن القاضي خلق من العلماء منهم الإمام عبد الله بن محمد الأشيري وأبو جعفر ابن القصير الغرتاطي والحافظ خلف بن بشكوال.
توفي في سنة أربع وأربعين وخمس مائة بمراكش ومات ابنه في سنة خمس وسبعين وخمس مائة. وفيها مات شاعر زمانه القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن حسين الأرجاني قاضي تستر، والعلامة المصنف أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي جعفر البيهقي والمسند بهراة أبو المحاسن أسعد بن علي بن المرفق ومحدث حلب أبو الحسن علي بن سليمان المرادي القرطبي.
(3) في الأصل: " وذكر السهيلي أنه صلى الله عليه وسلم وصفاته أنها لا تزيد على تسعة أنجم فيما يذكرون وما أثبتناه أليق بالصواب.