وخرجه مسلم (1) في المناقب من حديث أبي أسامة وابن نمير وكيع وأبي معاوية وعبد بن سليمان كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت عليا رضي الله تبارك وتعالى عنه بالكوفة يقول:
(١) (مسلم بشرح النووي): ١٥ / ٢٠٧ - ٢٠٨ كتاب فضائل الصحابة باب (١٢) فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تبارك وتعالى عنها حديث رقم (٦٩) قال الإمام النووي:
قوله صلى الله عليه وسلم: (خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد وأشار وكيع إلى السماء والأرض) أراد وكيع بهذه الإشارة تفسير الضمير في نسائها وأن المراد به جميع نساء الأرض أي كل من بين السماء والأرض من النساء والأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها وأما الفضيل بينهما فمسكوت عنه قال: القاضي ويحتمل أن المراد أنهما من خير نساء الأرض والصحيح الأول.
قوله صلى الله عليه وسلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون) يقال كمل بفتح الميم وضمها وكسرها ثلاث لغات مشهورات الكسر ضعيف قال القاضي: هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم والجمهور على أنهما ليستا نبيتين بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى ولفظة الكمال تطلق على تمام الشئ وتناهيه في بابه والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى قال. القاضي فإن قلنا هما نبيتان فلا شك أن غيرهما لا يلحق بهما وإن قلنا وليتان لم يمتنع أن يشاركهما من هذه الأمة غيرهما. هذا كلام القاضي وهذا الذي نقله من القول بنبوتهما غريب ضعيف وقد نقل جماعة الإجماع على عدمها والله إعلم.