فلما غنوا طرب زيادة الله وشرب وانهمك في الأكل والشرب والشهوات، فلما رأى ذلك أصحابه ساعدوه على مراده.
ثم إن أبا عبد الله أخرج خيلا إلى مدينة مجانة فافتتحها عنوة وقتل عاملها وسير عسكرا آخر إلى مدينة تيفاش فملكها وأمن أهلها.
وقصد جماعة من رؤساء القبائل أبا عبد الله يطلبون منه الأمان فأمنهم وسار بنفسه إلى مسكيانة ثم إلى تبسة ثم إلى مدبرة فوجد فيها أهل قصر الأفريقي ومدينة مرمجنة ومدينة مجانة واخلاطا من الناس قد التجؤوا إليها وتحصنوا فيها وهي حصينة فنزل عليها وقاتلها فأصابه علة الحصى وكانت تعتاده فشغل بنفسه وطلب أهلها الأمان فأمنهم بعض أهل العسكر ففتحوا الحصن فدخلها العسكر ووضعوا السيف وانتهبوا.
وبلغ ذلك أبا عبد الله فعظم عليه، ورحل فنزل على القصرين من قمودة وطلب أهلها الأمان فأمنهم، وبلغ إبراهيم بن أبي الأغلب أمير الجيش الذي سيره زيادة الله [أن] أبا عبد الله يريد أن يقصد زيادة الله برقادة ولم يكن مع زيادة الله كبير عسكر فخرج من الأربس ونزل دردمين، وسير أبو عبد الله سرية إلى دردمين فجرى بينهما وبين أصحاب زيادة الله قتال فقتل من أصحاب أبي عبد الله جماعة وانهزم الباقون.
واستبطأ أبو عبد الله خبرهم فسار في جميع عساكره فلقي أصحابه منهزمين فلما رأوه قويت قلوبهم ورجعوا وكروا على أصحاب