وسار حريث بن مسعود إلى أعمال الموفقي وبنى بها دارا سماها دار الهجرة واستولى على تلك الناحية فكانوا ينهبون ويسبون ويقتلون وكان يتقلد الحرب بواسط بني بن نفيس فقاتلهم فهزموه فسير المقتدر بالله إلى حريث بن مسعود ومن معه هارون بن غريب وإلى عيسى بن موسى ومن معه بالكوفة صافيا البصري فأوقع بهم هارون وأوقع صافي بمن سار إليهم فانهزمت القرامطة وأسر منهم كثير وقتل أكثر ممن أسر واخذت أعلامهم وكانت بيضاء وعليها مكتوب: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) فأدخلت بغداد منكوسة واضمحل أمر من بالسواد منهم وكفى الله الناس شرهم.
ذكر الحرب بين نازوك وهارون بن غريب وفيها وقعت الفتنة بين نازوك صاحب الشرطة وهارون بن غريب.
وسبب ذلك أن ساسة دواب هارون بن غريب وساسة نازوك تغايروا على غلام أمرد وتضاربوا بالعصي فحبس نازوك ساسة دواب