علينا وعلى نفسك جناية عظيمة بما فعلته بابن الفرات وأيقظت منه شيطانا لا ينام.
ثم ان ابن الفرات صودر على مال عظيم وضرب ولده المحسن وأصحابه وأخذ منهم أموال جمة.
وفي هذه السنة عزل نزار عن شرطة بغداد وجعل فيها نجح الطولوني وجعل في الأرباع فقهاء يكون عمل أصحاب الشرطة بفتواهم فضعفت هيبة السلطنة بذلك وطمع اللصوص والعيارون وكثرت الفتن وكبست دور التجار وأخذت بنات الناس في الطريق المنقطعة وكثر المفسدون.
ذكر إرسال المهدي العلوي العساكر إلى مصر وفي هذه السنة جهز المهدي صاحب أفريقية جيشا كثيفا مع ابنه القاسم وسيرهم إلى مصر وهي المرة الثانية فوصل إلى الإسكندرية في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثمائة فخرج عامل المقتدر عنها ودخلها القائم ورحل إلى مصر فدخل الجيزة وملك الأشمونين وكثيرا من الصعيد، وكتب إلى أهل مكة يدعوهم إلى الدخول في طاعته فلم يقبلوا منه.