ذكر القبض على أولاد البريدي كان أولاد البريدي وهم أبو عبد الله بن يوسف وأبو الحسين قد ضمنوا الأهواز كما تقدم فلما عزل الوزير ابن مقلة كتب المقتدر بخط يده إلى أحمد بن نصر القشوري الحاجب يأمره بالقبض عليهم ففعل وأودعهم عنده في داره ففي بعض الأيام سمع ضجة عظيمة وأصواتا ماثلة فسأل ما الخبر فقيل إن الوزير قد كتب بإطلاق بني البريدي وأنفذ إليه أبو عبد الله كتابا موزا يأمر فيه باطلاقهم وإعادتهم إلى أعمالهم فقال لهم أحمد هذا الكتاب الخليفة بخطه يقول فيه لا تطلقهم حتى يأتيك كتاب آخر بخطي.
ثم ظهر أن الكتاب مزور ثم أنفذ المقتدر فاستحضرهم إلى بغداد وصودروا على أربعمائة ألف دينار وكان لا يطمع فيها منهم وإنما طلب منهم هذا القدر ليجيبوا إلى بعضه فأجابوا إليه جميعه ليتخلصوا ويعودوا إلى عملهم.