وأخذ أموال التجار وعمل بأهل البلاد ما لا يعمله الفرنج ولم يمنعه أحد عما يريد ولم يكن عنده من الدين ما يزعه عن ذلك وعاد اخوته إلى أعمالهم ولما عاد عبد الواحد ومحمد بن ياقوت وفى لهم القاهر وأطلق لعبد الواحد أملاكه وترك لوالدته المصادرة التي صادرها بها.
ذكر استيحاش مؤنس وأصحابه من القاهر في هذه السنة استوحش مؤنس المظفر ويلبق الحاجب وولده علي والوزير أبو علي بن مقلة من القاهر وضيقوا عليه وعلى أسبابه.
وكان سبب ذلك أن محمد بن ياقوت تقدم عند القاهر وعلت منزلته وصار يخلو به ويشاوره فغلظ ذلك على ابن مقلة لعداوة كانت بينه وبين محمد فألقى إلى مؤنس أن محمدا يسعى به عند القاهر وأن عيسى الطبيب يسفر بينهما في التدبير عليه فوجه مؤنس علي بن يلبق لإحضار عيسى الطبيب فوجده بين يدي القاهر فأخذه وأحضره عند مؤنس فسيره من ساعته إلى الموصل واجتمعوا على الإيقاع بمحمد بن ياقوت.