ذكر وزارة ابن الفرات الثانية وعزل علي بن عيسى في هذه السنة في ذي الحجة عزل علي بن عيسى عن الوزارة وأعيد إليها أبو الحسن علي بن الفرات.
وكان سبب ذلك أن أبا الحسن بن الفرات كان محبوسا وكان المقتدر يشاوره وهو في محبسه ويرجع إلى قوله وكان علي بن عيسى يمشي أمر الوزارة ولم يتبع أصحاب ابن الفرات وأسبابه ولا غيره، وكان جميل المحضر قليل الشر فبلغه أن أبا الحسن بن الفرات قد تحدث له جماعة من أصحاب الخليفة في إعادته إلى الوزارة فشرع واستعفى من الوزارة وسأل في ذلك فأنكر المقتدر عليه ومنعه من ذلك فسكن.
فلما كان آخر ذي القعدة جاءته أم موسى القهرمانة لتتفق معه على ما يحتاج حرم الدار والحاشية التي للدار من الكسوات والنفقات فوصلت إليه وهو نائم فقال لها حاجبه إنه نائم ولا أجسر [أن] أوقظه فاجلسي في الدار ساعة حتى يستيقظ فغضبت من هذا وعادت، واستيقظ علي بن عيسى في الحال فأرسل إليها حاجبه وولده يعتذر فلم تقبل منه، ودخلت على المقتدر وتخرصت على الوزير عنده وعند أمه فعزله عن الوزارة وقبض عليه ثامن ذي القعدة.