الأموال فإنكم تظفرون به لا محاله فوثب عليه أبو تغلب فقبضه ورفعه إلى القلعة ووكل به من يخدمه ويقوم بحاجاته وما يحتاج إليه.
فلما فعل ذلك خالفه بعض إخوته وانتشر أمرهم الذي كان يجمعهم وصار قصاراهم حفظ ما في أيديهم واحتاج أبو تغلب إلى مداراة عز الدولة بختيار وتجديد عقد الضمان ليحتج بذلك على إخوته ومن خالفه فضمنه البلاد بألف ألف ومائتي ألف درهم كل سنة.
ذكر من مات هذه السنة من الملوك مات فيها وشمكير بن زيار كما ذكرناه ومعز الدولة وقد ذكرناه والحسن بن الفيرزان وكافور الإخشيدي وتقفور ملك الروم وأبو علي محمد بن إلياس صاحب كرمان وسيف الدولة بن حمدان.
فأما سيف الدولة أبو الحسن علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الربعي فإنه مات بحلب في صغر وحمل تابوته إلى ميافارقين فدفن بها وكانت علته الفالج وقيل عسر البول وكان مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة وكان جوادا كريما شجاعا وأخباره مشهورة في ذلك وكان يقول الشعر فمن شعره في أخيه ناصر الدولة:
(وهبت لك العليا وقد كنت أهلها * وقلت لهم بيني وبين أخي فرق)