فخسر فيها جملة، فخاف أن يطالب بها وانضاف إلى ذلك اتصال ابن شيرزاد بتوزون فخافه الوزير وغيره وظنوا أن مسيره إلى توزون باتفاق من البريدي فانفق الترجمان وابن مقلة وكتبوا إلى ابن حمدان لينفذ عسكرا يسيرا صحبه المتقي لله إليه وقالوا للمتقي قد رأيت ما فعل معك البريدي بالأمس أخذ منك خمسمائة ألف دينار وأخرجت على الأجناد مثلها وقد ضمنك البريدي من توزون بخمسمائة ألف دينار أخرى زعم أنها في يديك من تركة بجكم وابن شيرزاد واصل ليتسلمك ويخلعك ويسلمك إلى البريدي فانزعج لذلك وعزم على الإصعاد إلى ابن حمدان وورد ابن شيرزاد في ثلاثمائة رجل جريدة.
ذكر موت السعيد نصر بن أحمد بن إسماعيل في هذه السنة توفي السعيد نصر بن أحمد بن إسماعيل صاحب خراسان وما وراء النهر في رجب وكان مرضه السل فبقي ثلاثة عشر شهرا ولم يكن بقي من مشايخ دولتهم أحد فإنهم كانوا قد سعى بعضهم ببعض فهلك بعضهم ومات بعضهم وكانت ولايته ثلاثين سنة وثلاثين يوما وكان عمره ثمانيا وثلاثين سنة.