عبد الله، ولا عرفه وإنما أنا رجل تاجر؛ فاعتقله في داره وحده وكذلك فهل بولده أبو القاسم وجعل عليهما الحرس، وقرر ولده أيضا فما حال عن كلام أبيه وقرر رجالا كانوا معه وضربهم فلم يقروا بشيء.
وسمع أبو عبد الله ذلك فشق عليه فأرسل إلى اليسع يتلطفه وأنه لم يقصد الحرب وإنما له حاجة مهمة عنده ووعده الجميل فرمى الكتاب وقتل الرسل، فعاوده بالملاطفة خوفا على المهدي ولم يذكر له فقتل الرسل أيضا فأسرع أبو عبد الله في السير ونزل عليه فخرج إليه اليسع وقاتله يومه ذلك وافترقوا فلما جنهم الليل هرب اليسع وأصحابه من أهله وبنى عمه وبات أبو عبد الله ومن معه في غم عظيم لا يعلمون ما صنع بالمهدي وولده، فلما أصبح خرج إليه أهل البلاد وأعلموه بهرب اليسع فدخل هو وأصحابه البلد وأتوا المكان الذي فيه المهدي فاستخرجه واستخرج ولده فكانت في الناس مسرة عظيمة كادت تذهب بعقولهم فأركبهما ومشى هو ورؤساء القبائل بين أيديهما وأبو عبد الله يقول للناس هذا مولاكم وهو يبكي من شدة الفرح حتى وصل إلى فسطاط قد ضرب له فنزل فيه، وأمر بطلب اليسع فطلب فأدرك فأخذ وضرب بالسياط ثم قتل.
فلما ظهر المهدي أقام بسجلماسة أربعين يوما وسار إلى أفريقية وأحضر الأموال من إنكجان فجعلها أحمالا وأخذها معه، ووصل إلى رقادة العشر الأخير من ربيع الآخر من سنة سبع وتسعين ومائتين، وزال