تسع مائتي شيني وعليها باب مغلق؛ ونقر في أرضها أهراء للطعام ومصانع للماء وبنى فيها القصور والدور، فلما فرغ منها قال اليوم أمنت على الفاطميات يعني بناته وارتحل عنها.
ولما رأى اعجاب الناس بها وبحصانتها كان يقول هذا لساعة من نهار وكان كذلك لأن أبا يزيد وصل إلى موضع السهم ووقف فيه ساعة وعاد ولم يظفر.
ذكر عدة حوادث فيها أغارت الروم على الثغور الجزرية وقصدوا حصن منصور وسبوا من فيه وجرى على الناس أمر عظيم وكانت الجنود متشاغلة بأمر الحسين ابن حمدان.
وفيها عاد الحجاج وقد لقوا من العطش والخوف شدة وخرج جماعة من العرب على أبي حامد ورقاء بن محمد المرتب على الثعلبية لحفظ الطريق فقاتلهم وظفر بهم وقتل جماعة منهم وأسر الباقين وحملهم إلى بغداد فأمر المقتدر بتسليمهم إلى صاحب الشرطة ليحسبهم فثارت بهم العامة فقتلوهم وألقوهم في دجلة.
وفيها ظهر بالجامدة إنسان زعم أنه علوي فقتل العامل بها ونهبها، وأخذ