الراضي من داره بالمحرم والمسير به إلى الشام والبيعة له فرده المقتدر إلى دار الخلافة فعلم ذلك أبو العباس فلما أفضت الخلافة إليه فعل بالحسين ما نذكر.
وكتب الحسين إلى هارون وهو بدير العاقول بعد انهزامه من مرداويج ليستقدمه إلى بغداد وكتب إلى محمد بن ياقوت وهو بالأهواز يأمره بالإسراع إلى بغداد فزاد استشعار مؤنس وصح عنده أن الحسين يسعى في التدبير عليه وسنذكر تمام أمره سنة عشرين وثلاثمائة.
ذكر الحروب بين المسلمين والروم في هذه السنة في ربيع الأول غزا ثمال والي طرسوس بلاد الروم فعبر نهرا ونزل عليهم ثلج إلى صدور الخيل وأتاهم جمع كثير من الروم فواقعوهم فنصر الله المسلمين فقتلوا من الروم ستمائة وأسروا نحوا من ثلاثة آلاف وغنموا من الذهب والفضة والديباج وغيره شيئا كثيرا.
وفيها في رجب عاد ثمال إلى طرسوس ودخل بلاد الروم صائفة في جمع كثير من الفارس والراجل فبلغوا عمورية وكان قد تجمع إليها