بدر، فلما سمع كثير ذلك خاف فأرسل بطلب المقاطعة على مال يحمله كل سنة فأجيب إلى ذلك وقوطع على خمسمائة ألف درهم وقررت البلاد عليه.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة في الصيف خافت العامة ببغداد من حيوان كانوا يسمونه الزبزب ويقولون أنهم يرونه في الليل على سطوحهم.
وأنه يأكل أطفالهم وربما عض يد الرجل وثدي المرأة فقطعهما وهرب بهما، فكان الناس يتحارسون ويتزاعقون ويضربون بالطرشات والصواني وغيرها ليفزعوه فارتجب بغداد لذلك ثم إن أصحاب السلطان صادوا ليلة حيوانا أبلق أسود قصير اليدين والرجلين فقالوا: هذا هو الزبزب وصلبوه على الجسر فسكن الناس، وهذه دابة تسمى طبرة، وأصاب اللصوص حاجتهم لاشتغال الناس عنهم.
وفيها توفي الناصر العلوي صاحب طبرستان في شعبان وعمره تسع وسبعون سنة، وبقيت طبرستان في أيدي العلوية إلى أن قتل الداعي وهو الحسن بن القاسم سنة ست عشرة وثلاثمائة على ما نذكره.