الخروج للاستسقاء فأرسل إليه عبد الرحمن يأمره بالخروج فقال القاضي للرسول يا ليت شعري ما الذي يصنعه الأمير يومنا هذا فقال ما رأيته قط أخشع منه الان قد لبس خشن الثياب وافترش التراب وجعله على رأسه ولحيته وبكى واعترف بذنوبه ويقول هذه ناصيتي بيدك أتراك تعذب هذا الخلق لأجلي؟
فقال القاضي يا غلام أحمل المطر معك فقد اذن الله بسقيانا إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء فخرج واستسقى بالناس فلما صعد المنبر ورأى الناس قد شخصوا إليه بابصارهم قال: (سلام عليك كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح) الآية وكررها، فضج الناس بالبكاء والتوبة وتمم خطبته فسقي الناس.
ذكر القبض على أبي الفتح بن العميد في هذه السنة قبض عضد الدولة على أبي الفتح بن العميد وزير أبيه وسمل عينه الواحدة وقطع انفه.
وكان سبب ذلك ان أبا الفتح لما كان ببغداد مع عضد الدولة على ما شرحناه وسار عضد الدولة نحو فارس تقدم إلى أبي الفتح بتعجيل المسير عن بغداد إلى الري فخالفه وأقام وأعجبه المقام ببغداد وشرب مع بختيار ومال في هواه واقتنى ببغداد أملاكا ودورا على عزم العود إليها إذا مات ركن الدولة ثم صار يكاتب بختيار بأشياء يكرهها عضد الدولة.