رؤسائهم وقال له: السيد يستدعيك فلما دخل قتله ففعل ذلك بأربعة نفر من رؤسائهم واستدعى الخامس فلما دخل فطن لذلك فأمسك بيد الخادم وصاح فدخل الناس وصاح النساء وجرى بينهم وبين الخادم مناظرات ثم قتلوه.
وكان أبو سعيد قد عهد إلى ابنه سعيد وهو الأكبر فعجز عن الأمر فغلبه أخوه الأصغر أبو طاهر سليمان وكان شهما شجاعا وسيرد من أخباره ما يعلم به محله.
ولما قتل أبو سعيد كان قد استولى على هجر والإحساء والقطيف والطائف وسائر بلاد البحرين؛ وكان المتقدر قد كتب إلى أبي سعيد كتابا لينا في معنى من عنده من أسرى المسلمين ويناظره ويقيم الدليل على فساد مذهبه ونفذه مع الرسل فلما وصل إلى البصرة بلغهم خبر موته فأعلموا الخليفة بذلك فأمرهم بالمسير إلى ولده فأتوا أبا طاهر بالكتاب فأكرم الرسل وأطلق الأسرى ونفذهم إلى بغداد وأجاب عن الكتاب.
ذكر مسير جيش المهدي إلى مصر في هذه السنة جهز المهدي العساكر من أفريقية وسيرها مع ولده أبي القاسم إلى الديار المصرية فساروا إلى برقة واستولوا عليها في ذي الحجة، وساروا إلى مصر فملك الإسكندرية والفيوم وصار في يده أكثر البلاد