وقالوا لمؤنس نحن نقاتل بين يديك إلى أن تنبت لك لحية فوجه إليه المقتدر رقعة بخطه يحلف له على بطلان ما بلغه، فصرف مؤنس الجيش وكتب الجواب انه العبد المملوك وأن الذي أبلغه ذلك قد كان وضعه من يريد إيحاشه من مولاه وأنه ما استدعى الجند وإنما هم حضروا وقد فرقهم.
ثم إن مؤنسا قصد دار المقتدر في جمع من القواد ودخل إليه وقبل يده وحلف المقتدر على صفاء نيته له وودعه وسار إلى الثغر في العشر الآخر من ربيع الآخر، وخرج لوداعه أبو العباس بن المقتدر وهو الراضي بالله علي بن عيسى.
ذكر وصول القرامطة إلى العراق وقتل يوسف بن أبي الساج في هذه السنة وردت الأخبار بمسير أبي طاهر القرمطي من هجر نحو الكوفة، ثم وردت الأخبار من البصرة بأنه اجتاز قريبا منهم نحو الكوفة. فكتب المقتدر إلى يوسف بن أبي الساج يعرفه هذا الخبر ويأمره بالمبادرة إلى الكوفة، فسار إليها عن واسط آخر شهر رمضان وقد أعد له بالكوفة الإنزال له ولعسكره، فلما وصلها أبو طاهر الهجري هرب نواب السلطان عنها واستولى عليها أبو