ماء، فأتى بماء في كوز غير حسن الصنعة فقال الحسين بن علي لأحمد بن حمويه وكان حاضرا ألا يهدي والدك [إلى] الأمير من نيسابور من هذه الكيزان اللطاف النظاف فقال أحمد إنما يهدي أبي إلى الأمير مثلك ومثل أحمد بن سهل ومثل ليلى الديلمي لا الكيزان فأطرق الحسين مفحما وأعجب نصرا قوله.
ذكر خبر مصر مع العلوي المهدي وفيها أنفذ أبو محمد عبيد الله العلوي الملقب بالمهدي جيشا من أفريقية مع قائد من قواد يقال له حباسة إلى الإسكندرية فغلب عليها.
وكان مسيره في البحر ثم سار منها إلى مصر فنزل بين مصر والإسكندرية فبلغ ذلك المقتدر فأرسل مؤنسا الخادم في عسكر إلى مصر لمحاربة حباسة وأمده بالسلاح والمال، فسار إليها فالتقى العسكران في جمادى الأولى فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل من الفريقين جمع كثير جرح مثلهم ثم كان بينهم وقعة أخرى بنحوها ثم وقعة ثالثة ورابعة فانهزم فيها المغاربة أصحاب العلوي وقتلوا وأسروا، فكان مبلغ القتلى سبعة آلاف مع الأسرى وهرب الباقون.
وكانت هذه الوقعة سلخ جمادى الآخرة وعادوا إلى الغرب، فلما وصلوا إلى الغرب قتل المهدي حباسة.