حسن السيرة وإنصاف الرعية وستر ما يدعون إليه إلا عن الخاصة ثم أظهره وأمر الدعاة باظهاره إلا أنه لم يخرج فيه إلى حد يذم به.
ولما استقر العزيز في الملك أطاعه العسكر فاجتمعوا عليه وكان هو يدبر الأمور منذ مات أبوه إلى أن أظهره ثم سير إلى الغرب دنانير عليها اسمه فرقت في الناس وأقر يوسف بلكين على ولاية أفريقية وأضاف إليه ما كان أبوه استعمل عليه غير يوسف وهي طرابلس وسرت واجد أبيه فاستعمل عليها يوسف عماله وعظم أمره حينئذ وأمن ناحية العزيز واستبد بالملك وكان يظهر الطاعة مجاملة ومراقبة لا طائل وراءها.
ذكر حرب يوسف بلكين مع زناتة وغيرها بأفريقية في هذه السنة جمع بن فلفول بن خزر الزناتي جمعا كبيرا وسار إلى سجلماسة فلقيه صاحبها في رمضان فقتله خزرون وملك سجلماسة وأخذ منها من الأموال والعدد شيئا كثيرا وبعث برأس صاحبها إلى الأندلس وعظم شأن زناتة واشتد ملكهم.
وكان بلكين عند سبتة وكان قد رحل إلى فاس وسجلماسة وأرض الهبط وملكه لكله وطرد عنه عمال بني أمية وهربت زناتة منه فلجا كثير منهم إلى سبتة وهي للأموي صاحب الأندلس وكان في طريقه شعاري مشتبكة ولا تسلك فأمر بقطعها وإحراقها فقطعت وأحرقت حتى صارت