وتقدم المقتدر إلى ياقوت بالمسير إلى الكوفة ليمنعها من القرامطة فخرج في جمع كثير ومعه ولداه المظفر ومحمد فخرج على ذلك العسكر مال عظيم وورد الخبر بعدو القرامطة فعطل مسير ياقوت.
ووصل مؤنس المظفر إلى بغداد ولما رأى المحسن ابن الوزير ابن الفرات انحلال أمورهم أخذ كل من كان محبوسا عنده من المصادرين فقتلهم لأنه كان قد أخذ منهم أموالا جليلة ولم يوصلها إلى المقتدر فخاف أن يقروا عليه.
ذكر القبض على الوزير ابن الفرات وولده المحسن ثم ان الأرجاف كثر على ابن الفرات فكتب إلى المقتدر يعرفه ذلك وإن الناس انما عادوه لنصحه وشفقته وأخذ حقوقه منهم فانفذ المقتدر إليه يسكنه ويطيب قلبه فركب هو وولده إلى المقتدر فأدخلهما إليه فطيب قلوبهما فخرجا من عنده فمنعهما نصر الحاجب من الخروج ووكل بهما فدخل مفلح على المقتدر وأشار عليه بتأخير عزله فأمر باطلاقهما فخرج هو وابنه المحسن فأما المحسن فإنه اختفى وأما الوزير فإنه جلس عامة نهاره يمضي الأشغال إلى الليل ثم بات