على البحرين بعد ما أرسله النبي صلى الله عليه وآله إليها إلى سنة 21 ه وأن عمر قد استعمل في هذه السنة أبا هريرة مكانه، إذ بهم يقولون إن العلاء قد توفى سنة 20 ه وإن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء وإن العلاء قد أتى توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فمات هناك، ثم تأتى رواية أخرى لأبي مخنف ذكرها البلاذري في فتوح البلدان أن عمر كتب إلى العلاء وهو عامله على البحرين يأمره بالقدوم عليه، وولى عثمان بن العاص الثقفي البحرين وعمان، فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات وذلك في سنة 14 ه أو سنة 15 ه ثم إن عمر ولى قدامة ابن مظعون الجمحي جباية البحرين ثم عزله وحده على شرب الخمر، وولى أبا هريرة مكانه ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاص البحرين وعمان!
بينما يقولون ذلك كله إذ بهم يذكرون في تأريخ أبان بن سعيد أن رسول الله استعمله على البحرين بعد أن عزل العلاء عنها فلم يزل عليها إلى أن توفى رسول الله فرجع إلى المدينة وقال: لا أعمل لاحد بعد رسول الله، ونحن أبناء بنى أحيحة لا نعمل لاحد بعد رسول الله! وكأنه أنف من أن يعمل تحت إمرة أبى بكر التيمي. ثم تخرج رواية بأنه لما عاد أبان إلى المدينة غير راغب في الولاية دعا أبو بكر العلاء بن الحضرمي وقال له: إني وجدتك في عمال رسول الله الذين ولى فرأيت أن أوليك - ما كان رسول الله ولاك، وظل إلى أن توفى أبو بكر وولى عمر، وفى خبر أن أهل البحرين سألوا أبا بكر أن يرد عليهم العلاء ففعل، ثم يعودون بعد ذلك كله فيقولون: إن أبان هذا قد عمل لأبي بكر على بعض اليمن!
كل هذا وغيره من التناقض والتخليط قد حشوا به كتبهم وهو كثير لا يمكن تفصيله وإنما أشرنا إلى بعضه (1).