كتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء. كتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزءا.
كتاب الهداية إلى علم السنن. وقصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه. يذكر حديثا ويترجم له، ثم يذكر من يتفرد بذلك الحديث، ومن مفاريد أي بلد هو، ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه، ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة، فإن عارضه خبر ذكره وجمع بينهما، وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما، حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا. وهذا من أنبل كتبه وأعزها.
قال أبو بكر الخطيب: سألت مسعود بن ناصر السجزي: أكل هذه الكتب موجودة عندكم، ومقدور عليها ببلادكم؟ فقال: إنما يوجد منها الشئ اليسير، والنزر الحقير.
قال: وكان أبو حاتم بن حبان سبل كتبه ووقفها، وجمعها في دار رسمها لها، فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان، ضعف السلطان، واستيلاء ذوي العبث والفساد على أهل تلك البلاد.
قال الخطيب: ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم ويكتبوها ويجلدوها إحرازا لها، ولا أحسب المانع من ذلك كان إلا قلة معرفة أهل تلك البلاد بمحل العلم وفضله، وزهدهم فيه، ورغبتهم عنه، وعدم بصيرتهم به، والله أعلم.
قال الامام تاج الاسلام ما ملخصه: وحصل عندي من كتبه كتاب التقاسيم والأنواع خمسة مجلدات وكتاب روضة العقلاء، ومن كتبه غير مسنده ومجلدين من كتاب الهداية إلى علم السنن: كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الايمان، وكتاب صفة الصلاة.
نبذ من آرائه: كان ابن حبان ثاقب الفكر، حاد الذهن، بالغ الذكاء، واسع التصرف، على درجة عالية من التعمق في علوم اللغة والكلام بالإضافة إلى هذه الحصيلة الغزيرة من الاخبار والآثار وهذه الكتب التي أخرجها للناس، ويدلها لطلاب العلم قد أثارت عليه أحقادا