لامال له انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهته ثم قال: انكحي أسامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به ".
قال أبو حاتم: في هذا الخبر دليل على إجازة القدح في الضعفاء على سبيل الديانة لا أن ينكب (1) عن الاحتجاج بأخبارهم لا على سبيل القدح فيهم، ولما (كان) ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في أبى جهم أنه لا يضع عصاه عن عاتقه، وفى معاوية أنه صعلوك لا مال له عند مشورة استشير فيها كان ذكر مثله مما كان في الانسان مكنونا ما لو لم يبين ذلك أحل حراما أو حرم حلالا: أجود، وإظهار مثله أولى، لا أنه يكون غيبة كما زعم من اقتنع بالرأي المعكوس والقياس المنحوس.
ذكر خبر يدل على صحته أخبرنا (محمد بن الحسن) بن قتيبة بعسقلان، حدثنا ابن أبي السرى، حدثنا ابن أبي السرى، حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن الزهري قال: حدثني عروة ابن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا (3)، فذكر الخبر وقلل فيه: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال! يا رسول الله. هم أهلك، ولا نعلم إلا خيرا، وأما علي بن أبي طالب فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريرة فقال: يا بريرة هل رأيت