الكنيسة، ومن أطعم أخاه جبنا غفر الله له ألف ذنب (1)، قال: فضحك إسحاق، وأمر له بدرهمين ورغيفين وعودين.
قال أبو حاتم: فإذا كان مثل هؤلاء يجترئون على أحمد ويحيى وإسحق حتى يضعوا الحديث بين أيديهم من غير مبالاة بهم كانوا إذا خلوا بمساجد الجماعات ومحافل القبائل من العوام والرعاع أكثر جسارة في الوضع. والقوم إنما كانت لغتهم العربية، فكان يعلق بقلوبهم ما سمعوا، فربما يسمع المستمع من أحدهم حديثا قد وضعه في قصصه بإسناد صحيح على قوم ثقات فيرويها عنه على جهة التعجب، فيحملونه عنه ذلك، حتى وقع في أيدي الناس. فمن هاهنا وجب التفتيش والتنقير عن أصل كل رواية، والبحث عن كل راو في النقل، حتى لا يتقول على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل، وأرجو أن تكون هذه الطائفة الذابة الكذب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أول زمرة يدخلون الجنان مع النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إذ أول من يدخل الجنة نبينا وأمته (إذ الجنة حرام على الأنبياء أن يدخلوها قبل نبينا - صلى الله عليه وسلم - وعلى الأمم قبل هذه الأمة) فالأولى أن يكون أقرب هذه الأمة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان يذب الكذب عنه في دار الدنيا، فنسأل الله - عز وجل - الحلول في تلك المرتبة إنه الفعال لما يريد.
ذكر إثبات النصرة لهذه الطائفة إلى قيام الساعة حدثنا على بن الحسن بن مسلم (2) الأصبهاني بالري، حدثنا محمد بن عصام، حدثنا أبي قال: سمعت شعبة عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (3):