حديثين منكرين عن الثقات مالا يشبه حديث الاثبات، تجب مجانبة روايته ونفى الاحتجاج بما انفرد به، روى عن إبراهيم بن الأشعث البخاري عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادفنوا موتاكم في جوار قوم صالحين فإن الميت يتأذى من جوار السوء كما يتأذى الاحياء من جيران السوء " وهذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن روى مثل هذا الخبر عن إبراهيم ابن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وجب مجانبة روايته لان إبراهيم بن الأشعث يقال له: إمام من أهل بخارى ثقة مأمون والبلية في هذا الحديث من داود هذا].
داود بن المحير بن قحذم (1) أبو سليمان من أهل بغداد صاحب " كتاب العقل " مات سنة ست ومائتين [لثمان مضين من جمادى الأولى] وكان يضع الحديث على الثقات ويروى عن المجاهيل المقلوبات كان أحمد بن حنبل رحمه الله يقول، هو كذاب وهو الذي روى عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس [بن مالك] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كانت الدنيا همه (2) وسدمه لها يشخص ولها ينصب شتت الله عز وجل عليه، وضيعته همته وجعل الفقر بين عينه ولم يأته منها إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه وسدمه لها يشخص ولها ينصب جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره وأتته الدنيا وهي صاغرة " حدثناه الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي ثنا داود بن المحبر ثنا همام بن يحيى عن قتادة