مروان بن معاوية بغير الأسماء يعمى على الناس، كان يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد، وهو الحكم بن ظهير، ويروى عن علي بن أبي الوليد وهو على بن غراب (1).
الجنس الثالث: الثقات المدلسون الذين كانوا يدلسون في الاخبار مثل قتادة، ويحيى بن أبي كثير، والأعمش وأبو إسحاق، وابن جريج، وابن إسحاق، والثوري، وهشيم، ومن أشبههم ممن يكثر عددهم من الأئمة المرضيين وأهل الورع في الدين.
كانوا يكتبون عن الكل، ويروون عمن سمعوا منه، فربما دلسوا عن الشيخ بعد سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم، فما لم يقل المدلس، وإن كان ثقة: حدثني أو سمعت، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.
وهذا أصل أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - ومن تبعه من شيوخنا، قد ذكرت هذه المسألة بكمالها بالأسئلة والأجوبة والعلل والحكايات في كتاب " شرائط الاخبار " فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن منصور يقول: سمعت عفان يقول:
سأل رجل شعبة عن حديث، فقال: لان أخبر من السماء أحب إلى من أن أدلس.
أخبرنا مهران بن هارون بالري، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، قال:
سمعت قرادا يقول: سمعت شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا، وأنبأنا فهو خل أو بقل.