حفظ السنن بما قدر عليه، حتى يكون رجوعه عند التنازع إلى قول من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى موحى صلى الله عليه وسلم. جعلنا الله منهم بمنه.
التغليظ في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الله بن محمد بن (مسلم) (1) ببيت المقدس قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (2): بلغوا عنى ولو آية. وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
قال أبو حاتم - رضي الله عنه -: في أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالتبليغ عنه من بعدهم مع ذكره إيجاب النار للكاذب عليه دليل على أنه إنما أمر بالتبليغ عنه ما قاله عليه السلام وما كان من سننه فعلا أو سكوتا عند المشاهدة لا أنه يدخل (به) (في) قوله صلى الله عليه وسلم " نضر الله امرأ " المحدثون بأسرهم، بل لا يدخل في ظاهر هذا الخطاب إلا من أدى صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. دون سقيمه، وإني خائف على من روى ما سمع من الصحيح والسقيم أن يدخل في جملة الكذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عالما بما يروى، وتمييز العدول من المحدثين والضعفاء والمتروكين بحكم المبين عن الله تبارك وتعالى (3).